مراهنات كرة القدم والتي تأتي في صدارة كافة المراهنات شعبية وإنتشار بين مختلف جنسيات المراهنين في العالم، لأول مرة على مر التاريخ تسجل تراجع كبير بعد تفشي فيروس كورونا في كافة دول العالم، هذا الفيروس الصغير الذي قتل في فترة قصيرة لا تتعدى الأشهر آلاف من البشر وأصاب آلاف أخرى في دول كثيرة معظمها في دول أوروبية، نجح في هزيمة مراهنات كرة القدم والتي كانت تتربع بجدارة على مقدمة كافة المراهنات الرياضية في مكاتب حجز المراهنات الرياضية، ولا سيما في السنوات الأخيرة بعد إن زادت أعداد
مواقع المراهنات الرياضية بشكل كبير جداً عبر الإنترنت، مما أدى لمضاعفة أعداد محبي هذا النوع من المراهنات، وخاصة أن المشاركة في مراهنات كرة القدم اون لاين أصبحت أكثر سهولة وأمان وأقل تكلفة عما ذي قبل.
ونتيجة زيادة إقبال المراهنين محبي المراهنات الرياضية وخاصة في كرة القدم اون لاين بشكل كبير، أدى إلى زيادة ضخ الاستثمارات في مراهنات كرة القدم عالمياً، حتى أن هذه الاستثمارات قد تجاوزت عام 2015 فقط قيمة الـ100 مليون دولار، وتًعد لعبة كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية على مستوى العالم، وزادت هذه الشعبية مع وجود مسابقات خاصة بها مشهورة جداً، مع وجود أندية قوية تتنافس في هذه المسابقات، وبها لاعبين يعتبرون نجوم معروفين في كل العالم مثل ليونيل ميسي ورونالدو، ليس هذا فقط بل إمكانية تحقيق أرباح كبيرة من مراهنات كرة القدم، شجع ملايين المراهنين لخوض التجربة عبر مواقع المراهنات الرياضية اون لاين.
أما في الوقت الراهن تكبدت مراهنات كرة القدم خسائر هائلة، نتيجة إعلان كافة الدول التي تفشى فيها فيروس كورونا، توقف كافة الأنشطة الرياضية بما فيها مسابقات كرة القدم سواء الدوريات المحلية أو الإقليمية أو حتى العالمية، الأمر الذي أدى إلى حدوث خسائر هائلة في مراهنات كرة القدم حالياً، ولا أحد يعرف حتى الآن ما مصير مراهنات كرة القدم أو غيرها من مراهنات الرياضية.
ظهور مراهنات كرة القدم في العالم وتحديها لكل الكوارث والأوبئة البيئية
كانت بريطانيا أول دولة تنشأ فيها أندية كرة القدم بشكل رسمي، بل وهى أول دولة تأسس اتحاد لكرة القدم وتضع القوانين المنظمة للعبة، حيث تم تأسيس نادي شيفيلد عام 1857 في بريطانيا الذي يعتبر أول نادي رسمي في العالم، وبعدها تم تأسيس العديد من الأندية الأخرى، وبعد سنوات وبالتحديد عام 1862 قام الانجليز بوضع وإعتماد القوانين الأساسية لتنظيم لعبة كرة القدم، وبعد مرور عام “1863” تم تأسيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وكان أول اتحاد رسمي للعبة في العالم، ومن ثم تم تنظيم أول مسابقة لكرة القدم وهى بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1872، والتي تعتبر أول مسابقة محلية لكرة القدم، والتي أقيمت بها مباراة بين منتخبي انجلترا وأسكتلندا كأول مباراة كرة قدم ذات طابع دولي، ومنذ هذا اليوم ولم تتوقف أنشطة وجنون كرة القدم في العالم، حيث نشأت بعدها آلاف الأندية والاتحادات الدولية والبطولات والمسابقات المختلفة في كل دول العالم، حتى في ظل ظهور العديد من الأوبئة العالمية مثل إيبولا والإيدز وفيروس أنفلونزا الخنازير والطيور وسارس وجنون البقر، مع الكثير من الكوارث البيئة المختلفة، لم تتوقف مسابقات لعبة كرة القدم مطلقاً مثل ما حدث هذا العام 2020 مع تفشي فيروس كورونا “الانفلونزا المستجد” في كل دول العالم.
أنشطة كرة القدم وتداعيات تفشي فيروس كورونا حول العالم
لعبة كرة القدم بالرغم من كل التحديات التي نجحت فيها على مدار مئات السنوات الماضية، فشلت في التحدي هذا العام أمام فيروس كورونا المستجد، حيث قامت كافة الاتحادات والأجهزة المعنية في العالم بتعليق كافة الدوريات المحلية لكرة القدم، وتأجيل المسابقات الإقليمية والدولية، نظراً للانتشار السريع والخطير لفيروس كورونا في كل دول العالم، والذي ظهر أولاً في دولة الصين خلال شهر ديسمبر العام الماضي 2019، ومنها انتشر في كل دول العالم، والذي حصد آلاف الضحايا، وأصاب آلاف أخرى، حتى أن حكومات بعض الدول أعلنت فشلها في مواجهته مثل دولة إيطاليا، وخاصة مع عدم ظهور مصل أو علاج له حتى الآن.
ومع توقف كافة أنشطة كرة القدم، تمر على العالم أيام ثقيلة لا أحد يمكنه توقع ما سيحدث بعد ساعات قليلة، وبالرغم من ذلك لم يقف نجوم كرة القدم مكتوفي الأيدي، وفي مقدمة الجميع النجم كرستيانو رونالدو الذي أصطحب أسرتها وسافر بطائرته الخاصة إلى جزيرته الخاصة بعد توقف بطولة الدوري الإيطالي لأجل غير مسمى الذي يشارك فيه نادي يوفينتوس الذي إنضم له منذ أكثر من عام.
ليس لاعبي أندية
كرة القدم فقط هم من ذهبوا بعيداً خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا، بل الوضع أيضاً انطبق على كثير من المسؤولين الآخرين، ومن ضمنهم رئيس نادي خيتافي أنخل توريس الإسباني، الذي أعلن أن فريقه لن يشارك في دور الـ16 من مسابقة الدوري الاوربي مهما كانت النتائج المترتبة على هذا القرار، والذي كان سيخوضها أمام فريق إنتر ميلان في مدينة ميلانو الإيطالية.
وقال توريس عند الإعلان عن عدم سفر فريقه لمواصلة مسابقة الدوري الأوربي: ” لن أطلب إذن من أي أحد أو أعتذر من أي أحد، بل ومستعد أن أتحمل أي عقوبة لعدم إرسالي للاعبي الفريق لمواجهة الإنتر في ميلانو ليموتوا هناك”، وبالفعل ونظراً للتطور الكبير في الأوضاع وتفشي فيروس كورونا في مختلف دول أوروبا، أعلن الاتحاد الأوروبي تأجيل كافة المسابقات والبطولات المتعلقة بكرة القدم في أوروبا سواء الدوري الأوروبي أو دوري الأبطال أو حتى دوري أمم أوروبا ودوري الشباب.
وفي نفس السياق قررت رابطة الدوري الإنجليزي تعطيل فعاليات الدوري الإنجليزي الذي يعتبر أقدم وأعرق دوريات العالم حتى يوم 4 من شهر أبريل القادم، وأكدت أن سلامة اللاعبين والمدربين الأهم من إستكمال البطولة الأقوى في أوروبا، وبالمثل أعلنت رابطة الأندية الفرنسية تعليق أنشطة الدوري الفرنسي المحلي في محاولة للحد من إنتشار فيروس كورونا وخوفاً على سلامة لاعبي الفرق المشاركة في البطولة.
وقبل هؤلاء أعلن كلاً من اتحادات كرة القدم في إسبانيا وإيطاليا توقف الدوريات في بلادهم، في حين لم يتم الإعلان عن تعطيل الدوري الألماني حتى اللحظة، وهناك مطالبة شعبية بتعطيله، كما تم الإعلان عن تعطيل الدوري الأمريكي شهر كامل، وبالمثل تعطيل الدوري الإيراني.
خلاصة الأمر؛ نجح فيروس كورونا المستجد في هزيمة لعبة كرة القدم و مراهنات كرة القدم لأول مرة في التاريخ، والتي هزمت الكثير من الكوارث والأوبئة المختلفة على مدار سنوات طويلة، حيث أعلنت كافة الإتحادات والنقابات والمنظمات تعطيل وتوقف كافة المسابقات والبطولات الخاصة بلعبة كرة القدم على مستوى العالم، للحد من إنتشار الفيروس وإكتشاف علاج له، وأصبح العالم كله يحارب فيروس كورونا بدون مشاهدة مباريات كرة القدم، حيث عادوا مئات السنوات للوراء قبل ظهور هذه اللعبة المثيرة والفريدة، ويترقب العالم الآن ما سيحدث في اللحظة القادمة.