بإمكانك اليوم الاختيار بين عشرات، وربما المئات، من مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت. ولكن، هل تعرف أن تاريخ ألعاب الرياضة الإلكترونية يمتد إلى ما قبل حتى ظهور الإنترنت؟ في السطور التالية، سوف نستعرض نشأة هذه الألعاب تاريخيًا وأبرز التحولات التي شهدتها صناعة رهانات الرياضات الإلكترونية خلال العقد الأخير، وكيف تأثرت بالتطور التقني الهائل الذي كان الإنترنت شريكًا رئيسيًا فيه.
مرحلة ما قبل مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية
قبل ما نشهده من ثورة في عالم مواقع مراهنات الرياضة الإلكترونية اليوم، كانت البداية في أوائل السبعينات تقريبًا. أطلقت شركة أتاري أول نظام ألعاب بشكل تجاري يحمل اسم “بونج”. وكما يوحي الاسم، استندت أشهر ألعابه إلى طريقة لعب كرة الطاولة (البنج بونج)، وساهم نجاحها في تطوير العديد من الإصدارات لاحقًا.
شق التطوير وإنتاج الألعاب الإلكترونية طريقه إلى الازدهار في الفترة ما بين 1985 و1988، مع ظهور عدد من الألعاب الأيقونية مثل باك مان وسوبر ماريو. أيضًا، تعتبر هذه المرحلة بمثابة موضع انطلاق لمفهوم المراهنة على الرياضات الإلكترونية، حيث بدأ تنظيم مجموعة من الأحداث والبطولات على مستوى عالمي، لتجذب أنظار عدد هائل من عشاق هذه الألعاب من كل مكان في العالم. مع بداية التسعينات وانتشار الإنترنت وتطوره بشكل قوي، بدأت مرحلة جديدة في عالم مواقع رهانات الرياضة الإلكترونية.
الإنترنت وبداية مواقع مراهنات الرياضة الإلكترونية
بينما شهدت التسعينيات ظهور بعض أكثر ألعاب الفيديو شهرة في التاريخ، مثل Street Fighter II ولعبة Doom، كانت فكرة المراهنة على الرياضات الإلكترونية لا تزال في مهدها. كانت الألعاب عبر الإنترنت لا تزال مفهومًا جديدًا، واحتاج الأمر إلى بضع سنوات أخرى قبل أن تُنظم أولى بطولات الرياضات الإلكترونية.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اكتسبت مراهنات الرياضات الإلكترونية المزيد من الشهرة في ظل الشعبية الهائلة لألعاب الفيديو. سمح انتشار الإنترنت وتقدم سرعة الاتصال بالعديد من الخيارات للاعبين كان أبرزها تنظيم البطولات والمسابقات المنظمة. مع استمرار نمو مشهد الرياضات الإلكترونية، زادت أيضًا احتمالية المراهنة، لتتجه صناعة المراهنات والكازينوهات إلى تقديم خيارات المراهنة على الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت، وحتى ظهور المنصات المتخصصة.
واليوم، أصبحت مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية صناعة قائمة بذاتها تقدر بمليارات الدولارات. تقام آلاف البطولات كل عام ويتابعها الملايين من المشجعين لمشاهدة لاعبيهم وفرقهم المفضلة وهم يتنافسون. أصبحت مواقع المراهنات على الرياضات الإلكترونية أحد خيارات المراهنة الرياضية الأساسية، وتتنافس في تقديم مجموعة واسعة من أنواع وأسواق الرهان الرياضي.
فئات الألعاب في مواقع مراهنات الرياضات الإلكترونية
حاليًا، تعيش مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية أزهى عصورها في ظل التنوع الهائل على مستوى الألعاب. توجد العشرات من الألعاب الإلكترونية التي تغطيها مواقع رهانات الرياضة الإلكترونية، ولكن بشكل عام، تندرج هذه الألعاب ضمن أربع فئات رئيسية. فيما يلي، نستعرض الفئات الرئيسية لهذه الألعاب مع تسليط الضوء على أشهر الأمثلة.
ألعاب موبا MOBA
تصنف ألعاب موبا MOBA (ساحات القتال الجماعية على الإنترنت – Multiplayer Online Battle Arena) كواحدة من أهم فئات الألعاب التي تتنافس على تغطية أحداثها أكبر وأشهر مواقع المراهنات الرياضية الإلكترونية عبر الإنترنت. تتميز ألعاب MOBA بالتحديات الجماعية، حيث يتم تقسيم اللاعبين إلى فرق ويحاول كل فريق الفوز عن طريق التخطيط الإستراتيجي والتعاون مع بعضهم البعض.
على رأس قائمة أشهر ألعاب MOBA التي تغطيها مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية تأتي ألعاب مثل League of Legends، لعبة DOTA 2، ولعبة Heroes of the Storm. تحظى ألعاب موبا MOBA بكونها الأكثر شعبية وشهرة في عالم مواقع الرهانات الرياضية الإلكترونية، حيث يتابعها ملايين المشاهدين من جميع أنحاء العالم، ويشارك بها عدد ضخم من الفرق عبر المسابقات والبطولات. لذلك، تعتبر من أسواق المراهنات الرياضية الإلكترونية العملاقة والتي تقدر قيمته بمليارات الدولارات.
ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول (FPS)
في مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية، تحتل ألعاب التصويب والرماية المعروفة اختصارًا باسم ألعاب FPS (First Person Shooting) مكانة مميزة لدى اللاعبين والمراهنين على حد سواء. ألعاب مثل كاونتر سترايك Counter-Strike: Global Offensive ولعبة أوفر واتش Overwatch توفر للمراهنين مجموعة خيارات غنية ومتنوعة من أسواق مراهنات الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت. أيضًا، تتسم هذه الألعاب بالإثارة وسرعة إيقاع مبارياتها، بالإضافة إلى شعبيتها الهائلة.
الألعاب الرياضية الافتراضية
قدمت مواقع الرهانات على الرياضة الإلكترونية تجربة استثنائية لعشاق هذه الفئة من خلال استحداث قسم الألعاب الرياضية الافتراضية. تطورت هذه الفئة خلال الأعوام القليلة الماضية في ظل وباء كوفيد الذي تسبب في توقف النشاط الرياضي على مستوى العالم، ليحل بديلاً قويًا للمراهنات الرياضية التقليدية على مواقع الرهانات الرياضية الإلكترونية. فيما يلي، نستعرض أبرز أنواع الألعاب الرياضية الافتراضية التي تحظى بانتشار واسع.
- سباقات الخيول الافتراضية: وهي عبارة عن محاكاة يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لأحداث سباق الخيل. يتم تحديد نتيجة السباق بواسطة برمجيات توليد الأرقام العشوائية، ويمكن للمراهنين الاستفادة من مختلف أسواق الرهان المتاحة.
- كرة القدم الافتراضية: تقدم مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية هذه النوعية من المحاكاة لمباريات كرة القدم استنادًا إلى نفس القواعد المتبعة في اللعبة الحقيقية. تتيح العديد من أسواق الرهان الشهيرة مثل الرهان على النتيجة، الرهان على عدد الأهداف المسجلة أو الفريق الذي سيحرز أولاً.
- سباقات السيارات الافتراضية: إذا فاتتك فرصة المشاركة في الرهان على أحداث فورميولا 1 يمكنك تعويض ذلك من خلال نسخة محاكاة لمجموعة متنوعة من سباقات السيارات التي توفرها غالبية مواقع مراهنات الرياضات الإلكترونية الكبرى عبر الإنترنت لروادها من عشاق هذه الرياضة المثيرة.
- التنس الافتراضي: للألعاب الفردية نصيب كبير من شعبية المراهنة على الرياضات الافتراضية. في هذه الإصدارة من محاكاة مباريات التنس التي تقدمها مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية، يستطيع المراهنون وضع الرهان على الفائز في المباراة أو الرهان على النتيجة الصحيحة على سبيل المثال.
بالإضافة إلى ذلك، تتوافر العديد من الألعاب الرياضية الافتراضية الأخرى مثل لعبة الكريكيت الافتراضية، الرجبي الافتراضي، الجولف الافتراضي والملاكمة الافتراضية. قد يختلف مدى توفر هذه الرياضات الافتراضية اعتمادًا على تغطية كل موقع من مواقع مراهنات الرياضات الإلكترونية على الإنترنت.
الألعاب الاستراتيحية في الوقت الفعلي RTS
تشير الألعاب الإستراتيجية في الوقت الفعلي أو RTS (Real Time Strategy) إلى ألعاب الفيديو التي يتحكم فيها اللاعبون في جيوشهم، مواردهم، أراضيهم ويديرونها بشكل لحظي خلال جولات اللعب. مع تطور التقنيات المستخدمة في صناعة هذه الألعاب، أصبحت على رأس تفضيلات رواد مواقع المراهنات على الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت. تشتهر ألعاب RTS بتعقيدها الاستراتيجي، وتتطلب من اللاعبين التفكير واتخاذ القرارات بسرعة، وتتضمن بعض أشهر الأمثلة:
– لعبة ستار كرافت STARCRAFT 2
– لعبة واركرافت WARCRAFT 3
– سلسلة ألعاب Age of Empires
– سلسلة ألعاب توتال وار Total War
أولمبياد الرياضات الإلكترونية
يأتي إدراج الرياضات الإلكترونية ضمن المنافسات الأولمبية واحدة من أهم الإشارات للشعبية الهائلة التي تحظى بها هذه النوعية من الألعاب.في أعقاب هذا القرار، بات التركيز والاهتمام من قِبل مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية مضاعفًا خاصة مع اقتراب موعد انطلاق البطولة في باريس 2024. سيتم تحديد الرياضات المتضمنة في الألعاب الأولمبية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بالاشتراك مع مجتمع الرياضات الإلكترونية، وبشكل عام، من المتوقع أن تشمل بعض الألعاب الشهيرة مثل لعبة LoL، لعبة DOTA 2، لعبة Fortnite، ولعبة CS:GO.
المراهنة على الرياضة الإلكترونية مقابل الرياضات التقليدية
تدرك أفضل مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت أهمية التنوع في منصاتها. ولذلك، من الطبيعي أن توفر هذه المنصات نوع من التوازن بين رهانات الرياضة الإلكترونية والمراهنات الرياضية التقليدية. وكذلك هو الحال بالنسبة للمراهنين أيضًا من حيث التنوع في تجربة الرهان الرياضي. فيما يلي، نستعرض أبرز مزايا مراهنات الرياضات الإلكترونية التنافسية أمام المراهنة الرياضية التقليدية، والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز تواجدها في مواقع مراهنات الرياضات الإلكترونية.
أسواق الرهان على الرياضات الإلكترونية
تسعى أفضل مواقع المراهنة على الرياضات الإلكترونية إلى توفير أكبر عدد من خيارات أسواق الرهان. بالإضافة إلى ذلك، تأتي هذه الأسواق مصحوبة بأفضل الاحتمالات، ما يمنح المراهنين فرصة كبيرة للاستفادة من رهاناتهم وتحقيق أرباح مماثلة لتلك التي يمكن تحقيقها عند المراهنة على أحد الرياضات التقليدية.
التقدم الهائل على مستوى التقنية والبيانات
مرة أخرى تساهم طبيعة الرياضات الإلكترونية في صناعة التقدم في المنافسة أمام المراهنات الرياضية التقليدية. توفر مواقع مراهنات الرياضات الإلكترونية الكثير من أشكال البيانات حول كل مباراة والفرق المشاركة لكل لعبة، وهو ما يترجم بطبيعة الحال إلى اتخاذ قرارات أفضل عند وضع الرهانات المختلفة.
التنوع وسهولة الوصول إلى منصات المراهنة
بالعودة إلى عام 2010 على سبيل المثال، لم يكن هناك مجال للمقارنة بين مجالي المراهنات الرياضية التقليدية والمراهنة على الرياضات الإلكترونية من حيث الشعبية والانتشار. لكن اليوم، أصبح الوضع مختلفًا تمامًا. خلال الأعوام القليلة الماضية، استطاعت الرياضات الإلكترونية والافتراضية أن تحقق انتشارًا كبيرًا خاصة مع التطور الذي تشهده منصات الألعاب المختلفة.
وفي السياق ذاته، ساهم تطور مواقع مراهنات الرياضات الإلكترونية في تسهيل عملية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من هذه الألعاب، تشجيع الفرق المتنافسة، وتحقيق بعض الأرباح أيضًا من وضع الرهانات حتى إذا كنت لا تجيد لعب هذه الألعاب بنفسك. تشير بعض التقديرات إلى تجاوز حجم سوق الرهانات على الرياضات الإلكترونية الثلاثين مليار دولار بحلول 2025.
الخلاصة
ما نراه اليوم عبر مواقع المراهنات على الرياضات الإلكترونية عبر الإنترنت هو نتاح رحلة طويلة من التطور بدأت منذ نحو 50 عامًا. ساهم التقدم التقني في مجالات ألعاب الفيديو والاتصال عبر الإنترنت في تنامي مشهد المراهنة على الرياضات الإلكترونية، حتى أنها أصبحت بمثابة ظاهرة عالمية تنافس المراهنة الرياضية التقليدية. واليوم، أصبحنا على بعد شهور قليلة من مشاهدة أولى منافسات الرياضات الإلكترونية ضمن فعاليات واحدة من أكبر المناسبات الرياضية في العالم، أولمبياد باريس 2024، في إشارة واضحة إلى الشعبية الهائلة والمزايا الفريدة التي تقدمها تجربة المراهنة على الألعاب الرياضية الإلكترونية عبر الإنترنت.